طيران الإمارات تحقق 340 مليون دولار أرباحا عن العام المالي 2016-2017 بانخفاض 82%

 

أسطول الشركة يخضع لأكبر عملية تجديد باستلام 35 طائرة جديدة وخروج 27 قديمة من الخدمة

 

259 طائرة تجوب سماوات العالم حاليا تابعة لطيران الإمارات

 

الشركة نقلت 56 مليون راكب حول العالم بارتفاع 8%

 

2.5 مليار درهم أرباح مجموعة الإمارات للسنة المالية 2016/ 2017

 

الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم: متفائلون بمستقبل الصناعة رغم توقعاتنا باستمرار الصعوبات والتحديات والمنافسة

 

عدم الاستقرار في العديد من الأسواق أثر على حركة السفر والطلب خلال السنة الحالية


كتب- أكرم مدحت 

 

أعلنت مجموعة الإمارات عن تحقيق الأرباح للعام الـ29 على التوالي، على الرغم من الاضطرابات التي شهدتها صناعة الطيران والسفر على مدار العام، حيث بلغت صافي الأرباح عن 2.5 مليار درهم (670 مليون دولار أمريكي) عن العام المالي المنتهي في 31 مارس 2017.

 

وتراجعت عن الأرباح القياسية التي حققتها في العام المالي السابق له بنسبة 70%، وكانت 8.2 مليارات درهم (2.2 مليار دولار أميركي)، ووصلت عائدات المجموعة إلى 94.7 مليار درهم (25.8 مليار دولار)، بنمو 2% عن نتائج السنة السابقة.

 

وفي هذا السياق، قال الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس التنفيذي الأعلى لطيران الإمارات والمجموعة، إنه تم استثمار نحو 13.7 مليار درهم (3.7 مليارات دولار) خلال السنة المالية 2016/ 2017، في طائرات ومعدات جديدة، وتملك شركات، وتطوير مرافق حديثة واستخدام أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا، وفي مبادرات العاملين.

 

 

وأكد أن هذه الاستثمارات تساهم في منح المزيد من القوة والمرونة وتعزيز التنافسية، "وعلى الرغم من توقعاتنا باستمرار الصعوبات والتحديات وضغوط المنافسة على العائدات وحالات عدم الاستقرار في العديد من الأسواق وتأثيراتها على حركة السفر والطلب عليه خلال السنة الجارية، إلا أننا متفائلون بمستقبل الصناعة".

 

وأضاف أن الأسس القوية التي أرسينا دعائمها ساعدتنا على التعامل مع العديد من الأحداث، التي أدت إلى حالات عدم الاستقرار، وأثرت في الطلب على السفر خلال العام، وأبرزها تصويت البريكسيت "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي"، وتحديات الهجرة، والهجمات الإرهابية في أوروبا، والسياسات الجديدة التي تؤثر على السفر جوا إلى الولايات المتحدة، وانخفاض أسعار صرف العملات، ومشاكل تحويل العائدات من بعض الدول الأفريقية، والتأثيرات المتتالية للتباطؤ الذي تشهده صناعة النفط والغاز على الثقة في قطاع الأعمال والطلب على السفر.

 

وسجلت قوة العمل لدى مجموعة الإمارات عبر أكثر من 80 شركة تابعة نموا بنسبة 11%، ليبلغ عدد العاملين نحو 106 آلاف موظف من 160 جنسية.

 

طيران الإمارات

وأظهر التقرير المالي السنوي لمجموعة الإمارات الذي حصل "ترافل يالا نيوز" على نسخة منه، أن طيران الإمارات حققت عائدات 85.1 مليار درهم (23.2 مليار دولار)، وأدى الارتفاع الحاد في قيمة الدولار الأمريكي في معظم الأسواق الرئيسية إلى التأثير بمقدار 2.1 مليار درهم (572 مليون دولار) على عائدات الناقلة، ما انعكس على انخفاض الأرباح، وذلك على الرغم من الانخفاضات الكبيرة في أسعار صرف العملات العالمية الرئيسية تجاه الدولار الأمريكي، والتعديلات السعرية الكبيرة بفعل المنافسة الشديدة.

 

 

ونجحت طيران الإمارات في التعامل مع ضغوط المنافسة المتصاعدة في جميع الأسواق لتسجل أرباحا صافية قدرها 1.3 مليارات درهم ما يعادل 340 مليون دولار في السنة المالية المنقضية، بانخفاض نسبته 82% مقارنة بأرباح السنة التي سبقتها، وبهامش ربحي نسبته 1.5%، كما نقلت نحو 56.1 مليون راكب، بنسبة نمو 8%، وسجل إشغال المقاعد على رحلاتها 75%.

 

ومن ناحية أخرى ارتفعت التكاليف التشغيلية بنسبة 8% مقارنة مع السنة المالية 2015-2016، وانخفض متوسط أسعار وقود الطائرات قليلا خلال السنة المالية، لكن نمو السعة بنسبة 8% رفع فاتورة الوقود بنسبة 6% مقارنة بالسنة السابقة إلى 21.0 مليار درهم (5.7 مليارات دولار). ويشكل الوقود الآن 25% من إجمالي التكلفة التشغيلية مقارنة مع 26% في السنة السابقة، إلا أن الوقود يبقى محتفظا بأكبر حصة من التكلفة التشغيلية للناقلة.

 

تطور أسطول الشركة

تسلمت طيران الإمارات التي تعد الناقلة الأولى في العالم، 35 طائرة جديدة، وهو أكبر عدد من الطائرات ينضم إلى الأسطول خلال سنة مالية، منها 19 طائرة من طراز آيرباص A380، و16 بوينج B777-300ER، وفي الوقت ذاته خرجت من الخدمة 27 طائرة قديمة، ليصبح عدد الأسطول الحالي 259 طائرة في نهاية مارس الماضي.

 

 

وتعد عملية تجديد الأسطول، التي شملت 62 طائرة، أكبر برنامج تنفذه الناقلة في عام واحد، ما خفض معدل عمر أسطول طيران الإمارات إلى 63 شهرا، مقارنة بـ 74 شهرا العام الماضي، في حين أن المعدل العالمي للصناعة يبلغ 140 شهرا.

 

ويجسد ذلك إستراتيجية طيران الإمارات القائمة على تشغيل أسطول قوي وحديث يحد من التأثير على البيئة، وأفضل للعمليات والعملاء، وحافظت الناقلة على مكانتها كأكبر مشغل لطائرات بوينج 777، وآيرباص A380، وهما من أحدث الطائرات في الأجواء اليوم وأعلاها كفاءة في استهلاك الوقود.

 

 

ولتمويل توسعات أسطولها، تمكنت طيران الإمارات من ترتيب تمويلات قياسية قدرها 29.1 مليار درهم (7.9 مليارات دولار) باستخدام مختلف الأدوات التمويلية المتاحة.

 

وواصلت الناقلة الاستفادة من السوق اليابانية باستخدام هيكلية التأجير التشغيلي اليابانية JOL، وسوق التأجير التشغيلي الياباني بخيار الطلب JOLCO، لتمويل طائرات إيرباص A380، وبوينج B777-300ER، في حين زادت من استخدام مستثمرين من مؤسسات خاصة ومؤسسات مصرفية في كوريا والمملكة المتحدة وألمانيا وإسبانيا. وعلاوة على ذلك، ونتيجة لتعليق دعم وكالة ائتمان الصادرات ECA، ونجحت طيران الإمارات في ترتيب تسهيلات تجارية مبتكرة مع مؤسسات أميركية وصينية بقيمة 4.4 مليارات درهم (1.2 مليارات دولار).

 

وتأتي هذه الصفقات في إطار إستراتيجية طيران الإمارات بالسعي إلى تنويع مصادرها التمويلية، كما تؤكد على قوة مركزها المالي وثقة المستثمرين العالميين بنموذج عملها.

 

واختتمت الناقلة الإماراتية عامها المالي بأرصدة نقدية ناتجة عن عملياتها التشغيلية قدرها 15.7 مليار درهم (4.3 مليارات دولار).

 

وأطلقت طيران الإمارات خلال السنة المالية المنقضية خدمات إلى 6 محطات ركاب جديدة، بالولايات المتحدة، الصين، ميانمار، وفيتنام، بالإضافة إلى محطة شحن واحدة، كما أضافت رحلات وزادت السعة المتاحة إلى 9 مدن عبر شبكة محطاتها القائمة في أفريقيا وآسيا وأوروبا والشرق الأوسط وأميركا الشمالية، ما وفر للعملاء مزيداً من الخدمات وخيارات السفر.

 

وفي سياق متصل، أعلنت طيران الإمارات عن خطط لافتتاح خطين جديدين إلى فنوم بنه بكمبوديا، وإلى زغرب عاصمة كرواتيا، خلال السنة المالية الجارية 2017/ 2018، بالإضافة إلى تعزيز السعة للعديد من المحطات القائمة من خلال زيادة عدد الرحلات أو استخدام طائرات أكبر.

 

ثبات عائدات السوق الأوروبي وتراجع أفريقي آسيوي

وحافظت العائدات الناتجة من المناطق الست التي تعمل فيها طيران الإمارات على توازنها، حيث لم تزد مساهمة أي منطقة بمفردها على 30% من العائدات الإجمالية، واحتلت أوروبا المركز الأول حيث بلغت العائدات الناتجة منها 23.9 مليار درهم (6.5 مليارات دولار)، دون تغيير مقارنة بعائدات السنة السابقة.

 

وجاءت منطقة شرق آسيا وأوقيانوسيا (أستراليا ونيوزيلندا) في المركز الثاني بفارق بسيط، وبعائدات بلغت 22.6 مليار درهم (6.2 مليارات دولار)، بزيادة 1% عن سنة 2015/ 2016.

 

وسجلت منطقة الأميركتين عائدات قدرها 12.4 مليار درهم (3.4 مليارات دولار) بزيادة 3%، أما منطقة الخليج والشرق الأوسط سجلت ارتفاعا 4% لتصل إلى 8.7 مليارات درهم (2.4 مليار دولار).

 

في حين تراجعت عائدات منطقة أفريقيا بنسبة 4% إلى 8.7 مليارات درهم (2.4 مليار دولار)، كما انخفضت عائدات منطقة غرب آسيا والمحيط الهندي بنسبة 3% لتبلغ 7.4 مليارات درهم (2 مليار دولار).

 

الاستثمار الناجح في الخدمات

واصلت طيران الإمارات الاستثمار في تحديث وتطوير منتجاتها وخدماتها استجابة لمتطلبات العملاء المتغيرة، وكشفت النقاب عن صالون جوي بتصميم جديد لطائرة A380 سيدخل الخدمة في يوليو المقبل، كما أعلنت عن صفقة مع ثاليس Thales لتزويد أسطولها المستقبلي من طائرات بونيج X777 بنظام أفانت AVANT، من ثاليس للترفيه الجوي.

 

 

وشملت المبادرات الرئيسة الأخرى للناقلة خلال السنة المالية 2016/ 2017 تطوير وتحديث صالة ركاب درجة رجال الأعمال في الكونكورس B بمطار دبي الدولي، باستثمار 11 مليون دولار، وافتتاح صالة جديدة لركاب طيران الإمارات في كيب تاون، وتقديم مستلزمات راحة جديدة على الطائرات في جميع الدرجات، بما في ذلك بطانيات مستدامة لركاب الدرجة السياحية مصنوعة من عبوات بلاستيكية معاد تدويرها بالكامل باستخدام تقنية ecoTHREAD  المسجلة.

 

مساهمة الشحن الجوي في العائدات

وواصلت الإمارات للشحن الجوي دورها الهام والمكمل في نمو عمليات طيران الإمارات، حيث ساهمت بنسبة 13% من إجمالي عائدات الشركة، حيث سجلت عائدات الشحن 10.6 مليارات درهم (2.9 مليار دولار) خلال العام المالي المنقضي، بتراجع 5% عن العام السابق له، في حين ارتفع إجمالي الكميات التي نقلتها بنسبة 3% إلى 2.6 مليون طن.

 

وشهدت حصيلة الشحن هذا العام انخفاضا لكل طن كيلومتري FTKM بنسبة 8% ما يعكس الاتجاه الهبوطي في الصناعة، وضعف العملات الرئيسية مقابل الدولار الأمريكي.

 

وبقي أسطول "الإمارات للشحن الجوي" ثابتا عند 15 طائرة شحن، منها 13 طائرة بوينج F777، وطائرتان بوينج F747-400.

 

وأطلقت الإمارات للشحن الجوي خلال العام المالي الماضي 2016-2017 خدماتها إلى مدينة فنوم بنه (كمبوديا)، وخطا شحن جديدين (دبي- أوسلو، ودلهي- هونج كونج). وافتتحت مرفقا جديدا تحت اسم "الإمارات سكاي فارما" بمساحة 4000 متر مربع، وهو مخصص لمناولة شحنات الأدوية الحساسة للحرارة بسرعة وأمان عبر مطار دبي الدولي، وأطلقت الغطاء الأبيض المتطور White Cover Advanced، وهو حل مبتكر مصمم لحماية الشحنات الحساسة للحرارة.